اقتصاد عربيالاقتصادياليمندوليكتاباتمنوعات

اليهود خلف معاناة ومشاكل العالم (لماذا تمكنت أقلية الأشرار المرابين من السيطرة والفساد في الأرض؟)

كتب/ محمد محمد أحمد الانسي -14 شعبان 1446هـ

 

في البدء كان الله رب العالمين -سبحانه وتعالى- قد اصطفى بني إسرائيل وآتاهم الكتاب والحكم والنبوة وفضلهم على العالمين، بمعنى أن بني إسرائيل (اليهود) ليسوا جنساً خبيثاً في الأصل؛ بل “هم أخبثوا أنفسهم بعصيانهم لله، بتمردهم على توجيهاته، بعنادهم وتبديلهم وشيطنتهم وتحريفهم وفسادهم أصبحوا على نحو خبيث“، والاعتقاد بغير ذلك يتناقض مع تنزيه الله الخالق العظيم الحكيم فهو لا يمكن أن يمنح التفضيل والحكم والنبوة لجنس أو فئة خبيثة ليست مؤهلة للقيام بمسؤولية حمل الكتاب والحكم والنبوة، وهذه القاعدة تنطبق عليهم وعلى غيرهم وعلى البشرية كلها التي منحها الله التكريم والتفضيل على غيرها من المخلوقات ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ [سورة الاسراء الآية 70]،  وتكمن المشكلة في الإنسان نفسه في عدم تقديره لنعم الله وعدم مقابلتها بالشكر والثبات على الرشد والاستقامة المطلوبة ليكون جديراً بالمسؤولية والأمانة.

هذه هي الحقيقة التي يؤكدها القرآن الكريم في أكثر من آية:

  • ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ.﴾

[سورة البقرة الآية 122]

  • ﴿وَلَقَدْ آَتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (16) وَآَتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (17) ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19) هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20)﴾

[سورة الجاثية الآيات من 16 إلى 20]

  • ﴿سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آَتَيْنَاهُمْ مِنْ آَيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾

[سورة البقرة الآية 211]

  • ﴿فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52)﴾

[سورة الصف الآية 52]

  • ﴿وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12) فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا (13)﴾

[سورة المائدة الآيات من 12 إلى 13]

  • ﴿فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (161)﴾

[سورة النساء الآيات من 160 إلى 161]

  • ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) ﴾

[سورة المائدة الآيات من 78 إلى 81]

  • ﴿وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31) وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32) وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ (33) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ (34) إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35)

[سورة الدخان من 30 إلى 42]

  • ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ.(13) ﴾

[سورة الصف الآيات من 6  إلى 13]

  • ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ﴾

[ سورة المائدة ٦٤]

  • ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ﴾

 [سورة التوبة 30]

  • ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾

 [سورة البقرة 120]

  • ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ۖ بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾

 [سورة المائدة 18]

  • ﴿وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾

[سورة النحل الآية 118]

  • ﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) ﴾

[سورة البقرة الآيات من   إلى 65]

اليهود خلف معاناة ومشاكل العالم 

من خلال البحث والدراسة في التاريخ يمكن الوصول إلى الكثير من البراهين والأدلة التي تؤكد علاقة اليهود المباشرة بمعظم معاناة البشرية في كل أرجاء المعمورة.

لقد قام اليهود تحت أهداف تجارية ربوية بإشعال الحروب وتمويل الحكام الطواغيت في بلاد الرافدين وفارس والرومان، وفي أوروبا والغرب قبل واثناء العصور الوسطى وبعدها، ومن أجل تأسيس ونشر البنوك المركزية أشعلوا الحروب الداخلية في أمريكا وفي دول ومناطق عديدة من العالم.

من السهل أن نجد في سياق واحد متشابك مع بعضها: اليهود والربا والاحتيال والسيطرة والنهب والحروب والجرائم ونشر الفوضى والفساد ومؤامرات التمزيق وخلق الصراعات؛ كلها مترابطة ارتباطاً مباشراً باليهود وتاريخهم، وبين ايقاعها ومخرجاتها وأسبابها ثمة خيوط وحبال تنتهي بأوكار اليهود ومصارفهم وبنوكهم.

 

اليهود واستراتيجية الفوضى الخلاقة للفرص

بالرغم من جهود اليهود في تزييف التاريخ فإن الباحث لا يجد صعوبة في الوصول إلى مراجع ووثائق تاريخية كثيرة تؤكد علاقة اليهود بتأسيس وتمويل العديد من الحركات والجمعيات والكيانات المتناقضة مع بعضها كالماسونية (جمعية البنائين/المعماريين) وما يسمى بـ جماعات ومنظمة المتنورين، والرأسمالية والشيوعية والاشتراكية والنازية والفاشية وتمويل الثورات البلشفية والملونة.

قد لا يستوعب البعض أن “جمعية الماسونيين” و”منظمة المتنورين” و”الشيوعية، والاشتراكية والرأسمالية والنازية والفاشية” كلها خرجت من أوكار يهودية من فلل آل روتشيلد في أوروبا ثم في أمريكا لكنها الحقيقة والواقع.

ولليهود علاقة مباشرة وتحالف كبير مع السلاطين العثمانيين وتمويل حروبهم والاستثمار فيها لقرون عديدة، وإلى يومنا هذا مازالت تركيا البلد الاستثماري المفضل لكثير من اليهود وفيها الكثير من شركاتهم.

ومن أوكار اليهود ومصارفهم وبنوكهم كانت تدار شركة الهند الشرقية (الشركة) التي احتلت الهند ومناطق كبيرة من الصين ودول أخرى ووصلت سيطرتها واحتلالها إلى سواحل أفريقيا ومناطق في الشرق الأوسط، وعلاقتهم مباشرة ومرتبطة بكل عمليات القتل والنهب في الموانئ والأسواق والممرات البحرية التي قام بها جيش المصرفيين اليهود التابع لشركة الهند الشرقية خلال قرون عديدة منذ أن تم تأسيسها عام 1600 حتى سبعينيات القرن الـ19.

واليهود خلف رحلات الهجرة إلى القارتين الغربيتين (أمريكا) فقد كانوا الممولين مقابل نسبة من النهب والغنائم، وأياديهم ملطخة بقتل عشرات الملايين من السكان الأصليين في تلك القارتين الغربيتين.

وفي السياق والاهداف نفسها كان اليهود وما زالوا خلف احتلال ونهب ثروات أفريقيا والاتجار بسكانها كعبيد لقعود زمنية طويلة استمرت عمليات الخطف والنقل بقوة السلاح من افريقيا إلى أمريكا، وبشكل علني قام اليهود ببيع الملايين من الأفارقة، وتاريخهم في هذا الجانب لوحده مثقل بالإجرام والوحشية والقسوة بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية.

والفيروسات والأوبئة والكثير من الأمراض قام اليهود بنشرها لمجرد الاستثمار في اللقاحات والأدوية.

ثمة نشاط لليهود في نشر ثقافة الجريمة والعنف والقسوة والرعب مرتبط بسلوكهم الاجرامي ومتعلق بتحفيز مبيعات الأسلحة والمخدرات.

ونشر الإباحية والشذوذ وتدمير المجتمع وتفكيك الأسرة مرتبط باستثمارات وتحقيق أرباح كبيرة لليهود من شركات واستثمارات في ما يسمى بقطاع الترفيه.! (قطاع الاستثمار في الشهوات).

إنّ الحروب والثورات وكل أحداث الفوضى والفتن التي اندلعت في كل أرجاء المعمورة في أوروبا وفي الغرب وفي الشرق الأقصى والأوسط والأدنى وفي أفريقيا كلها مرتبطة باليهود وفي إطار استراتيجيتهم الخاصة المعروفة بـ (الفوضى الخلاقة لفرص الربح والاستثمار والانتقام والسيطرة) كلها مرتبطة باليهود وتحمل بصماتهم الكاملة؛ كل ذلك كان في إطار سلوكهم الاجرامي ونشاطهم وطريقتهم المفضلة لكسب المال وممارسة النهب والاحتيال الربوي.

 

التخطيط اليهودي المخادع الشيطاني الذي لا نظير له

تكمن خطورة اليهود وخبثهم في القدرة على التخطيط المخادع المدهش في صناعة وتمويل كيانات وأيدولوجيات تبدوا متناقضة إلى درجة أنها صالحة وكافية لتبادل النزاعات والصدامات والفوضى المسلحة، ومع ذلك عملوا أن تكون أهداف ومهام هذه الكيانات كلها تنتهي بتحقق الأهداف اليهودية نفسها (تمزيق الشعوب والسيطرة على المال والثروات، نزع ملكية الطبقة المتوسطة، نشر الفقر واستغلال الكثير من الشعوب والمجتمعات كعمالة رخيصة).

فحين نعود إلى البيان الشيوعي مثلاً الذي أعلنه كارل ماركس في 1848م نجد أهداف البيان ومحاوره الرئيسية نجدها متقاربة إلى حد التطابق لدى الكيانات الأخرى الاشتراكية والرأسمالية والفاشية وغيرها كما يلي:

1.    القيادة المركزية الأممية الواحدة. وهذا في الرأسمالية وفي غيرها تم وضع أحد أهم الأهداف بشكل معلن وهو ما يجري اليوم [العولمة، والحكومة العالمية الوحدة، ومشروع العالم الجديد].
2.    إلغاء الدِّين والأسرة والعادات الاجتماعية. وهذا هدف مشترك عند الجميع لفصل المخلوقين عن الخالق وتفكيك القيم والمبادئ الاجتماعية ضمن تحويل الشعوب إلى عمالة رخيصة.
3.    الغاء ملكية الأراضي وتخصيص جميع إيجارات الأراضي للأغراض العامة.” وهذا ما قامت به النازية والاشتراكية والفاشية وما تقوم به الرأسمالية في الوقت الراهن من خلال الاحتكارات والربا.
4.    فرض ضريبة دخل تصاعدية تقوم بها الرأسمالية أيضا منذ 1913م
5.    إلغاء جميع حقوق الميراث.” موجود أيضا في بقية الكيانات وما تقوم به الرأسمالية في الوقت الراهن في الغرب حيث تفرض ضرائب عالية على الميراث وتعتمد القوانين المقيدة لتدوير المال والثروة من خلال الميراث.
6.    مصادرة جميع ممتلكات المهاجرين والرافضين. العقوبات وهذا ما قامت به كل الكيانات الأخرى وما تقوم به الرأسمالية اليوم بشكل غير مسبوق من خلال العقوبات والسطو والمصادرة لممتلكات الاخرين.
7.    مركزية النقد وانشاء بنك مركزي. مركزية النظام النقدي والائتمان قامت به كل الكيانات وتقوم بها الرأسمالية اليوم ومن خلاله تقوم بالهيمنة على العالم.
8.    مركزية وسائل الاتصالات والنقل. وهذا تقوم بها الرأسمالية من خلال الاحتكارات العالمية مع فوارق بسيطة شكلية.
9.    توسيع المصانع وأدوات الإنتاج المملوكة للدولة. تقوم بها الرأسمالية من خلال الربا والاحتكارات وسيطرة المحتكرين على الأنظمة باعتبار أنفسهم هم الدولة وأمريكا النموذج الأكبر لهذا الواقع معظم الميزانية تذهب للشركات التي تقدم الخدمات للدولة وتقوم بدورها.
10.                      المساواة في تحمل الجميع مسئولية العمل، وتأسيس جيوش صناعية، وزراعية عامة كل الكيانات عملت على أن استغلال الفئة العاملة واستخدام الآخرين كعمالة رخيصة والرأسمالية هي أكثر الكيانات استغلالاً للفئة العاملة.
11.                      السيطرة على الزراعة والجمع بينها وبين الصناعات التحويلية (وهذا ما تقوم به الرأسمالية اليوم لقد سيطرت على الزراعة في العالم ومعظم الدول لا تستطيع أن تزرع شيئاً إلا من بذور الشركات الغربية المعدلة وراثياً والمصانع في العالم مرتبطة بالشركات العالمية وقائمة على موادها الخام).
12.                      السيطرة على التعليم (وهذا ما فعله الجميع وما تقوم به الرأسمالية اليوم لقد عملت على تغيير مناهج العالم للأهداف نفسها)

 

ومن الأشياء الباعثة على التأمل هو أن حجم اليهود قياساً بسكان الأرض حجم صغير، فهم أقلية صغيرة جداً ربما لا تصل أعدادهم إلى عشرين مليون نسمة وبالرغم من ذلك نجدهم خلف كل ألم ومعاناة وجريمة وفساد في الأرض.

إن الكثير من الوثائق والمعطيات والمراجع التي يمكن وصفها بأنها متواترة لا يستطيع أحد إنكارها كلها تؤكد علاقة اليهود المباشرة بعدم استقرار حياة البشرية، وتدل بشكل واضح على ارتباطهم بالفساد والجريمة والفوضى والحروب والمؤامرات والجوع والمعاناة لكل أبناء البشرية.

 

الترويج للندرة “وقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا”

كل ما يحدث في الأرض من جوع ومعاناة وفقر ليست من نقص في الموارد والغذاء بل من صنع الإنسان نفسه ومن سلوكه وممارسته وخطيئته ومصدرها الرئيسي هو ظلم الربا والاحتكارات التي يمارسها وينشرها اليهود المرابون.

والترويج للندرة مرتبط بأهداف تجارية وله علاقة بالاحتكار وتحفيز الطلب على المنتجات وهذا من خصائص السلوك الاجرامي المعروف لدى اليهود فمنذ زمان قديم قال اليهود “قَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا”. إن الواقع مختلف يدحض اتهامات اليهود للخالق والمتتبع لبيانات الإنتاج الزراعي والغذائي لقرون زمنية عديدة وكلها تؤكد الوفرة الكافية لتغطية حاجة كل سكان الأرض دون أي نقص في أي فترة زمنية بالرغم من أن البشرية لا تقابل نعم الله وخيراته بالشكر والاستقامة التي أمر الله عباده أن يكونوا عليها كجزء من واجباتهم والتزاماتهم في مهمة الاستخلاف في الأرض.

 

اليهود أقلية صغيرة -لا خلاف على ذلك- لكن لماذا وكيف تمكنوا من السيطرة والفساد في الأرض؟

في الواقع إن السبب الذي مكن اليهود من السيطرة والفساد والاضرار بالشعوب والمجتمعات هو رفض البشرية الارتباط بخالقها والاستجابة لدعواته وتشريعاته والاستقامة عليها في حياتهم؛ فكان البديل هو السقوط في ولاية اليهود وتجرع المعاناة والشقاء والمشاكل والمعيشة الضنكا كجزء من العقوبة (المقدمة) في الحياة الأولى.

لقد رفضت البشرية الارتباط بولاية الله الخالق المنعم الذي بيده ملكوت كل شيء وهو على كل شيء قدير ورفضت توجيهات الله التي تقضي باتخاذ الشيطان واليهود أعداءً.

كان البديل عن الارتباط بالله رب العالمين والاستجابة له هو الارتباط بالطاغوت، والوقوع تحت هيمنة وفساد اليهود الأشرار الأكثر فساداً وخطراً وانحطاطاً من أي شيء آخر.

ومن كل ما سبق؛

تبدو قضية العودة إلى الله غاية في الأهمية، ومسألة الارتباط به هي القرار الذي يجب على كل العقلاء اتخاذه. ومن أهم ما نحتاج إليه هو التعاون على التقوى والتمسك بالإيمان والارتباط بالله والاستقامة في مسار النور والهدى الذي أنزله ليكون رحمة للعالمين.

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا﴾

 ومن المهم أن ندرك اليوم أكثر من أي زمن مضى أهمية الحديث الواسع في القرآن الكريم عن اليهود وسلوكهم الاجرامي الخطير، الذي تكرر بأشكال عديدة كلها تتضمن التحذير منهم وتدعو الناس الى اتخاذهم أعداءً كالشيطان تماماً لكي يكونوا ضحايا للخداع والمكر والفساد اليهودي المدمر الكارثي الضار بالبشرية كلها على مستوى الحياة الدنيا وحياة الآخرة الأبدية.

 من أهم نداءات ودعوات الخالق للمخلوقين: 

  • ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (10) ﴾

[سورة الحج من الآية 1 إلى 10]

والله ولي الهداية والتوفيق

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى