في 5 نوفمبر 1973 أعلن المنتجون العرب خفض تصدير النفط بنسبة %25 إلى دولتين فقط (أمريكا وهولندا ) واللتين عمليا لم تتضررا لان اعتمادهما على بترول العرب كان قليلا ولديهما احتياطي نفطي كبير. وكان ذلك بموافقة كيسنجر بل بطلب منه لإعطاء ذريعة للحكومات الغربية لفرض ضرائب عالية على المشتقات النفطية ، بالإضافة إلى رغبة الحكومة الأمريكية بإيجاد غطاء بترولي لحماية الدولار بدل الذهب ( بعد أن ألغى نيكسون ارتباط الدولار بالذهب والذي كان يفرض على الحكومة الأمريكية تأمين تغطية ذهبية لكل دولار يطبع ).
وهكذا تم البدء بطباعة الدولار بدون توفير المقابل الذهبي له ، ولمنع اهتزاز مكانته تم فرض اعتماد الدولار ليكون العملة الوحيدة لبيع وشراء البترول مما أعطاه قوة وهيمنة رغم وقف التغطية الذهبية له.
مدة تخفيض تصدير البترول استمرت اقل عن 5 شهور حيث قرر وزراء نفط الدول العربية ( باستثناء ليبيا ) في 17 آذار 1974 إلغاء التخفيض والعودة إلى معدل الإنتاج والتصدير السابق بل وزيادة الإنتاج والتصدير الى١١٠٪
كانت مسرحية هزيلة ضحكوا بها على شعوبنا العربية وحلوا بها أزمة الدولار وأزمة الاقتصاد الغربي الذي كان قد شهد في يناير 1973 بدء انهيار أسواق الأوراق المالية والذي أثر على جميع أسواق الأوراق المالية الرئيسية في العالم، وكانت واحدة من أسوأ حالات الركود التي تمر بها في التاريخ الحديث والتي جاءت بعد انهيار نظام بريتون وودز وصدمة نيكسون في 1971 وانخفاض قيمة الدولار في إطار اتفاقية سميثسونيان.
نقلا عن موقع وطن
https://www.wattan.net/ar/news/307943.html