كتب
محمد محمد أحمد الانسي
خبير في الاقتصاد والأمن الاقتصادي
***
التضليل هو الوسيلة التي يعتمد عليها اليهود وبنوكهم وشركاتهم التي يسمونها بـ “العالمية” و”المتعددة الجنسيات” و”العملاقة”. ومن خلال أنشطة التضليل وبرامجه الواسعة تُستهدف الشعوب الغنية بالثروات والموارد التي أطلقوا عليها زوراً وتضليلاً تسمية (البلدان النامية)، وعلى رأسها بلدان الأمة الإسلامية.
من خلال التضليل يتمكن اليهود وقوى الطاغوت من إضعاف الأمة الإسلامية، وتمزيقها، وإغراق شعوبها في معاناة وصراعات أكثرها مرتبط بشؤون الحياة وأساسيات المعيشة. ومن بوابة التضليل يصل اليهود بشكل مباشر أو عبر أدواتهم ووكلائهم المحليين إلى مواقع اتخاذ القرار، فيعملون على التشتيت وحرف الاهتمامات بعيداً عن الأولويات والأساسيات التي تضمن للأمة استقلالها وعزتها وحريتها وكرامتها، وتوصلها إلى المَنَعَة والحصانة.
لقد بذل اليهود ومن معهم من أولياء الشيطان كل ما في وسعهم حتى لا يعرف الناس شيئاً عن الحقائق التي حدثت في مراحل التحولات التي مر بها نظام النقد العالمي خلال القرون الأخيرة وما تعنيه عملية الانتقال من الذهب والفضة والمال الذي يحمل قيمة، إلى نظام مالي قائم على عملة ورقية لا قيمة لها.
إن الكثير من الناس لا يعلمون شيئا عن علاقة التحولات بتمكين اليهود من تحقيق أرباح كبرى، ومكنتهم من التحكم بالمعروض النقدي للشعوب الامر الذي نتج عنه امتلاكهم سلطة غير محدودة للهيمنة على البشرية والتحكم فيها شؤونها ومصيرها وحاضرها ومستقبلها.
ومن نتائج التضليل والخداع غياب الوعي والمعرفة بأن انتشار الجوع على نطاقات واسعة في العالم له علاقة مباشرة بسياسات الافقار المطلق الذي جاء بها نظام النقد الورقي الربوي، بشكل متعمد ومدروس لمجرد إشباع رغبة اليهود الجامحة في مضاعفة الأرباح وتركيز الثروة.
وأكثر من ذلك..
يمكن القول بأن الكثير من الاقتصاديين وما يسمى بالخبراء والأكاديميين في العلوم الاجتماعية كلها ليسوا على دراية بالعلاقة المتينة بين التحولات الكبرى في النظام النقدي العالمي مع المشاكل الاقتصادية والأزمات المالية التي هي هي جزء أساسي من النظام. ولا يعلم الكثير منهم بأن التحول إلى النقد الورقي الربوي جلب معه الكثير من التهديدات والمخاطر والأضرار على البشرية كلها، حتى على اليهود مقرضي الأموال أنفسهم.
هذه الحقائق..
لا يجدها الطالب والباحث في كتب الاقتصاد الكلي أو الجزئي، ولا في العلوم السياسية أو الاجتماعية بكل مجالاتها؛ والسبب يتمثل في أن التضليل والخداع أصبحا من ضرورات النهب واستمرار السيطرة. فلو أدرك كل طالب وباحث الجوهر الحقيقي للنظام المالي الربوي وحقيقة ما يسمى “اقتصاد السوق”، لما تمكن المرابون من الاستمرار في النهب ولما تمكنوا أيضاً من استخدام القوة العسكرية والخداع لنهب الآخرين ثرواتهم ومواردهم.
الحلول المتاحة للخروج من الوضع السيء
الحل الوحيد هو في عودة المخلوقين إلى الله الخالق العظيم، في عودتهم من الظلمات والضلال الذي صنعه الطاغوت إلى النور والهدى الإلهي القادر على تبديد الظلمات ومحو التضليل وتصحيح المسار نحو الحق والعدل والإحسان وقيم الخير والفضيلة.
ففي العودة إلى الله وإلى النور الإلهي الحل الوحيد للناس ولشعوب الأمة الإسلامية قبل غيرها. لما في العودة إلى الله من المقومات والكفاءة المطلوبة للتحرير الشعوب من الظلم وإخراجها من الوضع السيء، واستعادة حريتها وكرامتها.
من كتاب: العجل الكبير -محمد الانسي