أسعار الذهبأسعار الصرفأسعار الغذاءاقتصاد عربيالاقتصادياليمنتقنيةكتاباتمنوعات
فريضة الاكتفاء الذاتي لا يمكن تحقيقها إلاّ على أيدي نوعية معينة فقط (مواصفات من يسقطون جدار الاحتكارات)
كتب- محمد محمد أحمد الانسي-خبير في الشؤون الاقتصادية
***
***
- الاكتفاء الذاتي ممكن وسهل جداً ومفيد للشعوب والمستضعفين فيها والقادرين على العمل ومفيد أكثر للتجار والمنتجين وللدولة وللعملة ومهم وضروري لأمن الشعوب وأساسي لحفظ وصون كرامتها وعزتها. هذه هي الحقيقة التي لا يستطيع المحتكرون إنكارها.
- صحيح بأن الاكتفاء الذاتي لا يمكن تحقيقه في (كل) السلع والاحتياجات؛ ولا توجد في العالم أي دولة محصنةً من الاستيراد؛ لكن (الاكتفاء المقصود) ليس اقفال أبواب البلدان أمام أي استيراد. بل ترشيد الاستيراد وإغلاق الأبواب أمام سلع معينة وأساسيات محدودة متوفرة محلياً ويمكن انتاج المزيد منها للوصول إلى ما بعد الاكتفاء إلى التصدير.
- وضع إجراءات منع دخول للسلع المتوفرة محلياً التي تعاني المزارع والمنتج المحلي لها من الركود والاغراق والخنق رغم تميزها وجودها.
- حين تكون أبواب الدولة مفتوحة لاستيراد كل شيء من القمح إلى الملخاخ، وحين تمضى سنوات من حياة الشعوب قائمة على استيراد كل غذائها وهي تمتلك أرضاً زراعية خصبة فريدة ومتنوعة متميزة كاليمن التي شهد لها رب العالمين في كتابه القرآن الكريم إذ قال عنها ووصفها بـ (بلدة طيبة).
- لا يجوز الاستيراد لكل شيء في دولة وشعب تتوفر فيه مقومات النهوض كلها من قوة بشرية وموارد مائية وممرات سيول وتعاني منتجاتها من إغراق وعملتها من ضعف مستمر، والاف من شعبها يتدفقون يومياً إلى الخارج المجهول والمهان بحثا ًعن عمل.
ثمن الاستيراد لكل شيء تدفعه الشعوب دائماً
- هناك ثمن مؤلم للاستيراد الكامل لا ينكره إلا جاهل أو شخص يراعي مصالح عدو محتكر، إن الشعوب التي تعتمد على الاستيراد بشكل كامل لكل منتجاتها وتمر سنوات من حياتها وأبوابها غير مواربة أمام (كل) شيء من الخارج من البيضة والدجاجة والبصل المجفف والثوم والخضروات والفواكه والبسكويت والكيك إلى الأخشاب والمعادن ومصادر الطاقة إلى الأدوات الحرفية والملبوسات والمنتجات التي كانت توفر فرص عمل لعشرات الالاف من المواطنين في الداخل.
- والثمن الذي تدفعه الدول والشعوب التي تقبل بهذه الحالة هو غالي ومؤلم وآثاره السيئة تبرز في أشكال عديدة منها:
- تتعرض العملة لفقدان مستمر لقوتها الشرائية بشكل سنوي؛ لأن هناك من أراد أن تكون العملة والشعب (خدماً وعبيداً للدولار وللشركات العالمية الأخرى).
- تتعرض محاولات الإنتاج المحلي كلها للفشل والاغراق والتعثر ويغدو التمكين الاقتصادي للمجتمع والتنمية الريفية من المستحيلات!
- تتوسع دائرة الفقر والفقراء دون توقف، وتنتشر الجريمة ويتعرض الأمن والاستقرار الاجتماعي للتفكك.
- إنّ الاكتفاء الذاتي المطلوب هو في إطار الممكن وهو كثير وثماره كبيرة جداً بالتالي فالوصول إليه أمرٌ ضروريٌ اقتصادياً ومن كمال الإيمان، ومن القيم الأخلاقية ومن مبادئ المروءة والعزة.
- من أبرز المسؤوليات على الجهات المعنية أن لا يستقر لها بال أمام كل الفرص الممكنة لضبط الاختلالات في الميزان التجاري، ومن الحماقة والخطر الكبير أن تقبل الدول بإرهاق فاتورة الاستيراد وتدمير القيمة الشرائية للعملة ورفع أرقام البطالة.
- إن أي دولة تستمر في الاستيراد لكل شيء من احتياجات الشعب فهي تمر بالاحتضار والموت الاقتصادي حتماً وينطبق عليها تماماً ما قاله الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام:
- من اهتم بالخراج دون عمارة فقد أهلك البلاد والعباد ولم يستقم أمره إلا قليلاً.
من هم رجال الاكتفاء الذاتي؟ (مواصفات من يسقطون جدار الاحتكارات)
- تحقيق الاكتفاء الذاتي مهمة الشرفاء الأحرار الصادقين الذين يصنعون التاريخ والاستقلال والعزة لشعوبهم.
- يصبح الموضوع أكثر أهمية حين يكون “اليهود” أعداء الأمة الإسلامية على اهتمام كبير وعمل مستمر وجهود لتبقى شعوب أمتنا في دائرة الاستهلاك لمنتجات شركاتهم الاحتكارية العالمية وفروعها
- لقد وصل اهتمام اليهود وأدواتهم الاحتكارية في الحقد إلى درجة أنهم يدفعون أموالاً ويبعثون بـ(سلع) أحيانا تكون (مجانية) بهدف الإغراق لأي بلد (مدروس) يرون فيه من زاوية أحقادهم فرصاً للنهوض الاقتصادي وأن مقوماته قادرة على الإنتاج والاكتفاء والتصدير.
- إن مسؤولية تغيير الوضع السيء للشعوب والمجتمعات كانت تحدث على يد شخص واحد يقوم بمهمة التغيير طالما كان هذا الشخص هو (نبي) مرسل وعلى يديه وأيادي من معه من الشرفاء (الصادقين) فقط تحدث مهمة تغيير الواقع السيء للشعوب من خلال حربهم وأسقاطهم بالضربة القاضية لثلاثي الدمار (الظلم/الربا/الاحتكارات) وكلها مرتبطة ببعضها في كل عصر وزمان.
- ويحدث التغيير أيضا حين تأتي قيادة من العظماء الصادقين الامتداد لرسالات الأنبياء مرتبطة بمصدر النور الإلهي القائم على العزة والاستقلال والكرامة؛ وهذا الامتداد أيضا يتطلب (فقط) أن يكون مع هذه القيادة رجال من (الصادقين الشرفاء) في ميدان العمل التنفيذي؛ لأن سقوط جدار الاحتكارات والظلم والربا لا يحدث إلا على أيدي (عظماء) فقط هذا ما أكده الشهيد القائد رضوان الله عليه. من أهم صفات هؤلاء الرجال المطلوبين اليوم (الصدق والنظافة) والعزة والوعي الإيماني العملي بخطورة المعصية والتقصير في أوقات وظروف معينة يكون الإثم مضاعفاً أضعافاً كبيرة كالتي نمر بها اليوم.
- من أهم متطلبات تحقيق الاكتفاء الذاتي توفر الإرادة الصادقة وقناعة القائمين على الأنظمة والحكومات فقط!.
والله ولي التوفيق..