الاقتصادي

الرأسمالية

من خلال الدراسة والبحث في واقع الاقتصاد العالمي ودراسة نشأة الرأسمالية والمراباة وولادة النظام النقدي العالمي وتحليل العديد من قضايا الشؤون الاقتصادية في النظام الاشتراكي والرأسمالي؛ أضع بين يدي القارئ الاستنتاجات التالية:

  • نتيجة الخلل الكبير في نظرية الرأسمالية ووحشية أدواتها ووسائلها ثمة خللٌ كبيرٌ وأزماتٌ اقتصادية ونقدية منتشرة اليوم على مستوى العالم، تهديدها قائم، ويحمل الكثير من الكوارث والمخاطر.
  • والعديد من المؤشرات تؤكد عدم استقرار النظام المالي العالمي نهائياً وكل الدول في العالم تواجه التهديد الراهن وتعاني من أضراره، والأسباب الحقيقية تأتي على النحو التالي:
  1. تقوم الرأسمالية على قاعدة البقاء للأقوى.
  2. غياب القيم والمبادئ الأخلاقية في السياسات التجارية والنقدية الرأسمالية.
  3. تعتمد الرأسمالية على المبادئ الربوية في التعاملات التجارية والنقدية.
  4. ممارسة الرأسمالية أنشطتها من خلالها الهيمنة وزعزعة استقرار العالم بالمؤامرات والحروب.
  • تبين أن الحل الوحيد هو اعتماد المبادئ التي سنها الله الخالق العليم سبحانه وتعالى وأرداها لعباده، وفيها ما يحقق العدالة والمساواة الحقيقية، بعيداً عن الربا وما يحمله من ظلم واحتيال، نتيجة لغياب القيم والأخلاقيات في المبادئ الربوية، وفي آلية أداء الرأسمالية التي تحقق (دولة بين الأغنياء) وتعتمد على تحويل الشعوب إلى أدوات استهلاكية تحقق الإيراد للفئة القليلة جداً في ظل توسع مستمر لسياسات التجويع والإفقار والمؤامرات الاجرامية الظالمة.
  • من خلال ذلك أستطيع أن أقول بأن المستحيل بعينه هو نجاح أي معالجات بشرية (بغير اعتماد القوانين والسنن الإلهية التي كتبها الله لتنظيم حياة البشرية) مهما كان حجم الثروات والموازنات والصفقات والعقود والنقود التي يمكن ضخها لتغطية أزمات العجز المنتشر في الميزانيات والموازين التجارية والنقدية، وهذا ما لا يستطيع أن ينكره البشر والقائمون على الأنظمة والبنوك في العالم سواء التي جربت النظام الاشتراكي أو التي تتعامل اليوم بالنظام المالي الرأسمالي.
  • إن أمريكا تستطيع طباعة الكميات النقدية التي تريد وتقوم بسداد ديونها، دون مانع سياسي من أي دولة؛ فلماذا لا تقوم بطباعة ما تحتاجه لسداد ديونها وحل مشاكلها وأزماتها ؟!! حيث لا مانع بشري أمامها من أي جهة!
  • لكنها لا تجرؤ؛ لأنها ستضاعف مشكلة الاختلال في ميزان العرض والطلب، وترفع معدلات التضخم، وقد يتسبب ذلك بانهيار اقتصادها وتتفكك منظومة الشركات العالمية التي يتشكل منها ما يسمى بالنظام أو المنظومة الحاكمة. 
  • المانع الحقيقي هي القوانين والمعادلات الإلهية التي كتبها الله الخالق العظيم العدل الحكيم وجعلها من السنن المنظمة لحياة البشرية وضمن قوانين العدالة في عمارة الأرض وصلاح الحياة واستقامة الأمور، ولا يمكن للبشرية أن تخرج عنها حتى لو كانت في شكل (امبراطوريات) كأمريكا أو قوى دولية وتحالفات عالمية كالاتحاد الأوروبي أو غيره.
  • من السنن الإلهية أن الله الخالق العليم سبحانه منح عباده فرصة الاستخلاف في الأرض وعمارة الحياة، وجعل آلية النجاح في هذه المهمة هي العمل والإنتاج وإجراء التبادلات النفعية العينية (السلعية) الخالية من الربا والزيادات البعيدة عن الربح والمكسب من الوهم أو الاحتيال، وهذا ما يفتقر إليه النظام المالي والنقدي العالمي اليوم.

 

ــــــــــــــــــــــ

  • من كتاب علاقة الرأسمالية بزعزعة استقرار العالم للكاتب محمد محمد الآنسي – اليمن – صنعاء

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى