الاقتصادي

التقسيم الطبقي في المجتمعات البشرية وموقف الإسلام منها “

"من زاوية اقتصادية اجتماعية

الفئة الأولى
1. فئة المترفون الناهبون
هم من يجمعون ثروات ضخمة بطرق غير شرعية كالربا أو الظلم أو الاتجار في الممنوعات أو النهب والاستئثار بأموال الآخرين، مكتنزين للثروة ومتفاخرين بها على حساب المجتمع.
موقف الإسلام من هذه الفئة:
يدعوها إلى التقوى وإعادة النظر في موقفها ومكتسباتها والتوقف الفوري عن نشاطها الإجرامي، ويهددهم بالعقوبات والخلود في النار في حال استمروا في سلوكهم الخاطئ، ويُلزم الدولة (المعنيين عنها) باتخاذ إجراءات رادعة ضد هذه الفئة بما يمنع نشاطها السلبي، ويضمن تحقيق العدل والاستقرار الاجتماعي.
في القرآن الكريم:
ذكرهم الله في القرآن الكريم في قوله تبارك وتعالى:
{وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء:16]
{وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} [سبأ:34]
{وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ} [سبأ:35]

الفئة الثانية

2. فئة الأغنياء
فئة منتجة تمتلك رأس المال وتجمع بين الاستهلاك والإنتاج معاً، وتحقق التوازن. نظرًا لوظيفتها الاقتصادية، وعوائدها مهمة باعتبارها الفئة التي تدفع الزكاة والإنفاق وتفعل الخير. هي الفئة التي تسمى في الاقتصاد الحديث بالفئة المتوسطة وفقًا لوظيفتها ودورها.
موقف الإسلام من هذه الفئة:
يدعمها يفرض إجراءات تحافظ عليها في دائرة الإنتاج والعطاء، ويضع أمامها التزامات عديدة وقيودًا تمنعها من الاستخدام الخاطئ للنعم والإمكانات التي سخرها الله لهم، ويدفع بها للمشاركة وتحمل المسؤولية الاجتماعية بما يحقق التوازن ويرسخ قيم ومبادئ العدل والخير والدوران الاقتصادي. كما يحثهم بطرق عديدة على الإنفاق وعدم الاكتناز والمساهمة في بناء الدولة الكريمة، بطريقة توضح أن الإمكانات التي في أيديهم هي ملك لله ولهم منها حق الانتفاع في إطار ما يحتاجون إليه هم ومن يعولون.

الثالثة
3. فئة المساكين
فئة لها عائد مالي صغير (محدودة الدخل)، إما رأس مال صغير أو أجرة عمل زهيدة لا تمكن رب الأسرة من الكفاية لمواجهة احتياجات الحياة الأساسية له ولمن يعولهم. ومن هذه الفئة من أخرجته الظروف إلى فئة الحاجة والعوز، وهم قادرون على العمل كالغارمين أو الحرفي والمنتج الذي تعرض لظروف التوقف والخروج من الإنتاج.
موقف الإسلام من هذه الفئة:
الإسلام يلزم المعنيين (الدولة) بتمكين هذه الفئة ونقلها إلى الإنتاج والكفاية من خلال الزكاة والموارد الأخرى. كما يلزم المجتمع بالمشاركة في الاحسان إليها والعناية بها.

الرابعة
4. فئة الفقراء المعدمون
هم الذين لا يمتلكون شيئًا من متطلبات الحياة الأساسية ولا يستطيعون العمل والمشاركة في الإنتاج.
موقف الإسلام من هذه الفئة:
الإسلام يلزم المعنيين (الدولة) بتمكين هذه الفئة ونقلها إلى الإنتاج والكفاية من خلال الزكاة والموارد الأخرى. كما يلزم المجتمع بالمشاركة في الاحسان إليها والعناية بها.

الخامسة
5. الضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة
وهم كبار السن والأيتام الصغار والمصابون بأمراض أو إعاقة تمنعهم من العمل.
موقف الإسلام من هذه الفئة:
يضمن لهم الرعاية والعناية، إذ يلزم الدولة/ولي الأمر بالضمان الاجتماعي الذي يكفل لها توفير احتياجاتها، كما أن الإسلام، بما فيه من قيم ومبادئ، يحث المجتمع والفرد على الإسهام والمشاركة في الإحسان إلى هذه الفئة والمشاركة في العناية بها.
ــــ
محمد محمد أحمد الأنسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى