(فتاوى اقتصادية) الفرق بين التوطين والتبطين للاحتكارات
كتب/ محمد محمد أحمد الانسي خبير اقتصادي
هل يعتبر منع استيراد الدقيق توطيناً؟
إذا تم منع استيراد الدقيق فقط دون القمح فهذا لا يعني توطيناً ولا علاقة له بالتوطين.
التوطين الذي يحقق النفع الاقتصادي حين يكون انتقالا إلى المنتج المحلي وليس اجراءً لتشغيل مطاحن مملوكة لأكبر مستورد للقمح؛ ما لم فهو تبطين وترسيخ للاحتكارات القاتلة المحرمة الضارة للشعوب وللدول.
هناك إمكانية لأن تقوم الجهات المعنية بالتوطين لو أرادت من خلال توجيه كل مستوردي القمح للاتجاه إلى وزارة الزراعة والقيام بشراء محاصيل الحبوب التي انتجها الشعب اليمني وتعرضت للكساد والبوار بسبب الإغراق التجاري من المنتجات. يمكن توجيه الجميع كلاً بحسب حصته من الاستيراد وبالإمكان يتحقق التوطين التدريجي بسهولة (لو توفرت الإرادة فقط).
هناك شركات كثيرة تحمل أسماء (الشركة الوطنية) بعضها تصنع مواد غذائية ومواد أساسية أخرى ولكنها تستورد كل شيء من الخارج؟ هل منتجاتها وبسكوتيها يعتبر وطنياً؟
من المؤسف أن هذه الشركات ممولة ربويا من مؤسسة التمويل الدولية في البلدان العربية كلها وليست بلادنا ضحية لها وحدها.
والبسكويت الوطني الشريف الحقيقي حين يكون معمولاً بإياد يمنية من قمح يمني ومن سكر يمني مصنوعاً من مدخلات انتاج زراعية يمنية فسيكون هذا البسكويت شريفاً وأكله شرف وواجب جهادي واخلاقي واقتصادي على كل يمني عزيز حر، وإن كان غير ذلك فأنا اعتبره حرام يساهم في خلق مشكلة اقتصادية ويحول دون تحقيق العزة الإيمانية للشعوب ولا يجوز شراؤه ولا أكله.
واستمرار اغراق البلدان بمثل هذه المنتجات يضعف اقتصادها ويساهم في اضعاف القوة الشرائية للعملة الوطنية ويتسبب دائما بإضعاف الدول اقتصاديا
وسبق أن حذر منها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- ووضح خطورتها في ملزمة يوم القدس العالمي الجزء الأول صفحة (8) حيث قال: (هم لا يريدون أن يصل الناس إلى مستوى أن يصنعوا لأنفسهم، أن يكتفوا بأنفسهم في مجال الزراعة، في مختلف شئون الحياة لا يودون لنا أي خير يريدون منا أن نظل سوقاً استهلاكية نستهلك منتجاتهم، وليضعوا مصنعاً هنا في هذا البلد العربي، أو في ذلك البلد العربي المصنع لنفس الشركة اسم المنتج يحمل نفس اسم الشركة صابون -آريال- صابون -كرستال- صابون كذا كلها نفس الأسماء بسكوت أبو ولد وغيره هي نفس الأسماء لنفس الشركات والمنتج لها الرئيسي، والشركة يكون مقرها في بريطانيا أو في أي مكان في دول الغرب أو في أمريكا وهنا مصنع يوفر عليهم كثير من الأموال عندما يكون مصنع هنا.. وليخدعونا نحن بأن هذا هو منتج وطني، واقرأ على كثير من المنتجات -بترخيص من شركة كذا- التي مقرها في نيويورك أو مقرها في لندن أو في أي دولة من الدول الأخرى، فكل ما نستهلك معظمه يصب إلى جيوب اليهود.)
***
ومثل هذه المشاريع لا تخرج عن إطار استراتيجية العدو التي وصفها الشهيد القائد -رضوان الله عليه – بكلام مهم في درس (اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا، صفحة (9) حيث قال:
(لا تخرج تنميتهم عن استراتيجية أن تبقى الشعوب مستهلكة، ومتى ما نمت فلتتحول إلى أيد عاملة داخل مصانعهم في بلداننا، لإنتاج ماركاتهم داخل بلداننا، ونمنحها عناوين وطنية-إنتاج محلي- والمصنع أمريكي، المصنع يهودي، والمواد الأولية من عندهم، وحتى الأغلفة من عندهم. التنمية لهم هنا، وفروا على أنفسهم كثيراً من المبالغ لأن الأيدي العاملة هنا أرخص من الأيدي العاملة لديهم في بلدان أوربا وأمريكا وغيرها من البلدان الصناعية، إذاً فليكن -الدخان- هنا منتجاً محلياً -صنع في اليمن- ، -سمن البنت صنع في اليمن، صابون كذا صنع في اليمن-، لكن بترخيص من شركة من؟ زر المصنع وانظر أين يصنَّع حتى الغلاف، وانظر من أين تأتي المواد الأولية، لترى في الأخير من الجميع يعملون معه؟ إنهم يعملون مع اليهود والنصارى. هل هذه تنمية؟! )