الاقتصادي

الرأسمالية بقيادة أمريكا (الافتقار لمؤهلات التدخل في شؤون الآخرين)

كتب/ محمد محمد أحمد الانسي -اليمن صنعاء

إنّ تاريخ أمريكا والكيانات التابعة للرأسمالية في الغرب مثقل بالإجرام والنهب والانحطاط البعيد كل البعد عن الأخلاق والإنسانية والحضارة، والشواهد والأدلة على ذلك كبيرة وأصبحت اليوم متراكمة بشكل كبير جداً. لقد كان التضليل والتزييف ممكناً على البعض فيما مضى، حيث كانت وسائل إعلام الغرب وسردية الرأسماليين عن الحقوق والحريات تنطلي على بعض المخدوعين.

 أما اليوم ونحن في العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين بعد اندثار وفشل السيطرة على المعلومات وتعثر أدوات التضليل الغربية، وفي ظل رعاية الغرب والرأسمالية بشكل رسميٍ لأشكال عديدة من الانحطاط بشكل معلن.

بعد رعاية الغرب وتمويل الرأسمالية لنشر المثلية والشذوذ الجنسي حتى في مناهج الأطفال ومدارس الصغـــار! وبعد تحويل البشر إلى كلاب والسماح لوسائل الإعلام بتصويرهم داخل أقفاص، وإدراج مثل هذه التفاهات والانحرافات في إطار ما يسمى بالحرية التي يريد الغربيون نشرها.

 وبعد أن عرف العالم وسمع بشكل رسمي عن تبجح أمريكا ودفاعها وتمويلها للكيان الإسرائيلي المحتل المغتصب لفلسطين ولأجزاء من دول أخرى. وبعد تصفيق أعضاء الكونجرس الأمريكي ووقوفهم عشرات المرات أمام (نتنياهو) اليهودي المجرم المدان بقتل أكثر من عشرين ألف طفل في غزة وحدها في سنة واحدة.! فإن أي حديث من الغربيين وعلى رأسهم أمريكا عن الحضــــارة والإنسانية سيبقى مرفوضاً وغير مقبول لأنهم غير مؤهلين للحديث عن الإنسانية والحضارة.

 إن الاجراء الطبيعي اليوم هو رفض أي حديث لأمريكا عن أخطاء الآخرين وعن حقوق الإنسان لأن تاريخ أمريكا والغرب كله انتهاك وقتل للطفولة والإنسانية. ووضعهم الداخلي لا يؤهلهم للحديث عن الآخرين ولا التدخل في شؤونهم.

لقد أصبح العالم اليوم على علم ومعرفة ويقين بشأن الوضع السيء في الداخل الأمريكي وفي معظم الدول الغربية التابعة لرأسمالية اللوبي الصهيوني حيث أصبح وضعها الداخلي هو الأكثر انتشاراً للجريمة والقتل والاغتصاب، وبلدانهم وحدها هي التي تصل فيها جرائم اغتصاب الأطفال والقاصرين في المدارس والكنائس إلى مئات الآلاف سنوياً، وهم أكثر وحشية من أي أنظمة وحكومات أخرى في جرائم امتهان كرامة الإنسان ليلاً ونهاراً وسجونهم هي أكثر سجون العالم ازدحاماً وتعذيباً وظلماً، وأمريكا هي الدولة الوحيدة التي تصل فيها أعداد السجون إلى (5100) سجن.

وأي حديث وأي طرح تحت عناوين الإنسانية أو التنمية تقدمه أمريكا يجب أن يكون مرفوضاً، لأن أمريكا مكتظة بالفقراء والجائعين، وشوارعها مليئة بالمشردين والانتحارات في أمريكا وفي دول الرأسمالية الغربية هي الأعلى على مستوى العالم.

أمريكا والأنظمة التابعة للوبي الصهيوني هم الخطر الفعلي على البشرية وعلى كل الشعوب

وقد بات العالم على علم ومعرفة بأن أمريكا والأنظمة التابعة للرأسمالية الغربية تحت قيادة اللوبي الصهيوني هي اليوم تشكل الخطر الأول على كل الشعوب لأنها تعيش على الإجرام وسفك الدماء وتدمير البلدان وتتخذ من الطغيان والهيمنة وسائل لنهب ثروات الشعوب وتحقيق إيرادات وبناء ثروات من ثروات الشعوب والبلدان الأخرى. ونظراً لما تقوم به أمريكا وكيانات الغرب الكافر من دور سلبي تجاه الآخرين، وبناءً على تاريخ أمريكا والرأسمالية الربوية وأدواتها الاجرامية المليء بالطغيان والوحشية والإجرام بحق الشعوب والبلدان الأخرى؛ فإنهم اليوم يمثلون الخطر الحقيقي الأكبر على الحياة وعلى جميع شعوب البشرية.

إنَّ هيمنة الرأسمالية وأدواتها لا تستطيع البقاء إلاّ في ظل ممارسة الاستعباد والهيمنة والظلم والنهب والاحتيال على ثروات الآخرين وممارسة الحروب والجرائم ليلاً ونهاراً.

لقد وصلت الرأسمالية بقيادة أمريكا في توحشها وبشاعتها وانحطاطها إلى درجة أن تعلن رسمياً بأن نهوض اقتصاد الدول الأخرى هو جريمة وخطر على ربويتها وتهديد لها.

مهمة تفكيك امبراطورية الأشرار التي تقودها أمريكا هي مهمة أحرار العالم وضمن أولوياتهم

إنَّ الربوبية والهيمنة التي تمارسها الرأسمالية بقيادة أمريكا واللوبي الصهيوني في مراحلها الأخيرة ولن تستمر طويلاً.

ولا بد من زوالها واندثارها -بإذن الله وعونه- كغيرها -وفقاً لسنن الله رب العالمين الذي بيده مقاليد السماوات والأرض- ومهمّة تحطيمها ونسفها والبراءة منها وتفكيك كيانها الإجرامي ستبقى ضمن أولويات أحرار العالم.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى