أسباب نفي الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري إلى الربذة وعلاقتها بالاقتصاد ورؤية القرآن الاقتصادية
كتب / محمد محمد أحمد الانسي - خبير اقتصادي
الربذة منطقة صحراوية خالية تبعد عن المدينة المنورة 170 كيلومتر المنطقة التي تم نفي الصحابي الجليل أبي ذر جندب بن جنادة الغفاري بتوجيهات رئاسية من خليفة المسلمين عثمان بن عفان، بايعاز من قوى تجارية احتكارية وفاسدين.
الأسباب: انتقاماً من أبي ذر وايقافاً لصوته ومنعاً لاستمرار طرحه وحديثه ومقترحاته الاقتصادية، التي كان مهتماً بها عملاً بايمانه ويقينه بأهمية رؤية الإسلام الاقتصادية القرآنية.
لأبي ذر الغفاري مواقف رفض وتنديد تجاه ما كان يراه من عبث وفساد مالي متناقض مع رؤية الإسلام الاقتصادية، وثمة محاولات من أبي ذر الغفاري لتنبيه المعنيين بأن ما يحدث آنذاك يتنافى مع تمكين الدولة من القيام بدورها تجاه العدالة الاجتماعية ويسهم في ترسيخ الاحتكارات ومنع الدوران الاقتصادي الذي أراده الله كقاعدة أساسية لعدالة التوزيع ومنع استمرار الفقر ومنع انتشاره وتوسعه، يمكن وصف ذلك بما يعرف اليوم استراتيجية التمكين الاقتصادي للعامة الناس.
الجدير بالإشارة؛ لقد دفع ابو ذر الغفاري ثمن صدقه ونصائحه ورفضه للباطل بالرغم من اتفاق الجميع بشأن ما قاله الرسول الكريم محمد بن عبدالله صلوات الله عليه وعلى آله في أبي ذر ومن ذلك مدح الرسول الأكرم له والثناء عليه والإشادة بصدقه وبصيرته وتمسكه بقيم الخير والفضيلة التي جاء بها القرآن الكريم.
لقد عاش الصحابي العظيم أبو ذر الغفاري بقية حياته في المنفى حيث حكم عليه بالاقامة الجبرية هناك. حتى توفي سنة 32 للهجرة. رحمه الله ورضوان الله عليه.